هل يفكر الذكاء الاصطناعي مثل البشر؟ إذا كنت تتساءل أيضًا عن هذه المسألة، فلنكتشف التفاصيل في هذه المقالة مع INVIAI لإيجاد الإجابة!
يتضمن التفكير البشري الوعي، والمشاعر، والتفكير الغني بالسياق. أما "تفكير" الذكاء الاصطناعي فيشير إلى معالجة البيانات والتعرف على الأنماط بواسطة الآلات.
يُعرف الخبراء الذكاء بشكل واسع بأنه "القدرة على تحقيق أهداف معقدة"، لكن الذكاء البشري والذكاء الآلي ينبعان من عمليات مختلفة تمامًا.
الدماغ البشري هو شبكة بيولوجية تحتوي على حوالي 86 مليار خلية عصبية، قادرة على التعلم من تجربة واحدة أو قليلة والاحتفاظ بالسياق والمعنى. بالمقابل، يعمل الذكاء الاصطناعي على أجهزة رقمية (دوائر السيليكون) ويتبع خوارزميات رياضية.
باختصار، لا يمتلك الذكاء الاصطناعي عقلًا أو مشاعر – بل يستخدم الحوسبة. إن إدراك هذه الفروقات أمر حاسم لفهم ما يمكن للذكاء الاصطناعي فعله (وما لا يمكنه القيام به).
الدماغ مقابل الآلة: أنظمة مختلفة جوهريًا
أحد الفروقات الرئيسية هو الأجهزة والبنية. يمتلك البشر دماغًا بيولوجيًا يتميز بالتوازي الهائل؛ بينما تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي دوائر إلكترونية ورقائق السيليكون. خلايا الدماغ (~86 مليار) تفوق بكثير عدد "الخلايا العصبية الاصطناعية" في أي شبكة.
يعمل الدماغ من خلال إشارات كيميائية كهربائية، بينما يستخدم الذكاء الاصطناعي الشفرة الثنائية والحوسبة الرقمية. في الواقع، يشير الخبراء إلى أن الذكاء الاصطناعي الحالي سيظل "آلات غير واعية" بنظام تشغيل مختلف تمامًا ("رقمي مقابل بيولوجي"). عمليًا، يفتقر الذكاء الاصطناعي لأي وعي حقيقي أو تجربة ذاتية – إنه في الأساس محاكي يعمل على الأجهزة.
- البنية: يحتوي الدماغ البشري على خلايا عصبية كثيفة ومترابطة بشكل كبير. يستخدم الذكاء الاصطناعي طبقات من "الخلايا العصبية" المبسطة (العقد) على الرقائق، وعادةً ما تكون أقل بكثير من الدماغ الحقيقي.
- التعلم: يتعلم البشر غالبًا من تجربة واحدة (تعلم لمرة واحدة)؛ ندمج حقائق جديدة دون استبدال القديمة. عادةً ما تتطلب نماذج الذكاء الاصطناعي مجموعات بيانات كبيرة وعددًا كبيرًا من دورات التدريب.
في الواقع، تظهر الدراسات أن الذكاء الاصطناعي الحديث يجب أن يتدرب على نفس الأمثلة مئات المرات، بينما يتعلم البشر بسرعة من تعرض محدود. - الخوارزميات: يعتمد تعلم الذكاء الاصطناعي على طرق رياضية صريحة (مثل الانتشار العكسي).
من المحتمل أن الدماغ البشري لا يستخدم الانتشار العكسي – فقد وجد الباحثون أن الدماغ يستخدم آلية "تكوين استشرافي" مختلفة لضبط الاتصالات، مما يحافظ على المعرفة القائمة ويسرع التعلم.
باختصار، القواعد التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي للتعلم تختلف عن تلك في الدماغ. - الوعي: يمتلك البشر وعيًا ذاتيًا ومشاعر؛ أما الذكاء الاصطناعي فلا يمتلك ذلك. أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية هي "آلات غير واعية" بلا مشاعر. ليس لديها حياة داخلية – فقط مدخلات ومخرجات.
- الإبداع والسياق: يفكر البشر بشكل شامل، مستخدمين الحدس وتجارب الحياة. يتفوق الذكاء الاصطناعي في المهام المعتمدة على البيانات لكنه "يفكر" من خلال معالجة الأرقام.
على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي توليد مخرجات إبداعية (فن، قصص، أفكار)، لكنه يفعل ذلك بإعادة تركيب الأنماط التي تعلمها.
وجدت دراسة حديثة أن روبوتات المحادثة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تضاهي أو تتفوق على أداء الشخص المتوسط في اختبار الإبداع – لكن هذا يعكس مطابقة الأنماط الإحصائية، وليس أصالة بشرية حقيقية.
يميل "إبداع" الذكاء الاصطناعي إلى أن يكون متسقًا (مع قلة الأفكار الضعيفة) لكنه يفتقر إلى الشرارة غير المتوقعة للخيال البشري.
كيف "يفكر" نظام الذكاء الاصطناعي؟
تعالج أنظمة الذكاء الاصطناعي المعلومات بطريقة مختلفة جوهريًا عن البشر. عندما يكتب أو يتحدث الإنسان، ينبع المعنى والنية من الخبرة.
أما الروبوت أو الحاسوب "يكتب" عن طريق التلاعب بالبيانات. على سبيل المثال، تولد نماذج اللغة الكبيرة الجمل من خلال توقع الكلمة التالية بناءً على الإحصائيات التي تعلمتها، وليس من خلال فهم المعنى.
هي في الأساس "أجهزة احتمالية مثيرة للإعجاب"، كما وصفها أحد الخبراء، تختار الكلمات بناءً على الاحتمالات المستفادة من كمية هائلة من النصوص. عمليًا، يعني هذا أن الذكاء الاصطناعي يقلد المخرجات الشبيهة بالبشر دون فهم حقيقي.
يمكن لروبوت المحادثة بالذكاء الاصطناعي إنتاج مقال متماسك، لكنه لا يدرك ما يتحدث عنه. لا يحمل معتقدات أو مشاعر – فقط يتبع قواعد تحسين الأداء.
- التفكير الإحصائي: يتعلم الذكاء الاصطناعي (وخاصة الشبكات العصبية) من خلال إيجاد أنماط في البيانات. يضبط الأوزان الرقمية لملائمة المدخلات مع المخرجات. على سبيل المثال، يصنف نموذج اللغة الكلمات المحتملة التالية حسب الاحتمالية.
هذا يختلف كثيرًا عن التفكير البشري، الذي يتضمن فهمًا دلاليًا وتفكيرًا حول المفاهيم. - الحوسبة الضخمة: يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة ملايين الأمثلة بسرعة. يمكنه تصفية مجموعات بيانات ضخمة لاكتشاف ترابطات قد لا يلاحظها البشر.
لكن هذه السرعة تأتي بتكلفة: بدون فهم حقيقي، قد ينتج الذكاء الاصطناعي أخطاء أو إجابات غير منطقية بثقة. (من الأمثلة الشهيرة "الهلوسات" في نماذج اللغة، حيث يخترع الذكاء الاصطناعي معلومات معقولة لكنها خاطئة.) - لا وعي ذاتي أو أهداف: لا يمتلك الذكاء الاصطناعي دوافع ذاتية. لا يقرر "أريد أن أفعل كذا". فقط يحسن الأهداف التي يحددها المبرمجون (مثل تقليل الخطأ). على عكس البشر، لا يمتلك الذكاء الاصطناعي رغبات أو غاية أو وعي.
- مشاكل التفسير: العمليات الداخلية للذكاء الاصطناعي (وخاصة الشبكات العميقة) هي إلى حد كبير "صندوق أسود".
يحذر الباحثون من وجوب الحذر عند افتراض أن هذه الشبكات تعمل مثل الدماغ.
وجدت دراسة حديثة من MIT أن الشبكات العصبية تحاكي فقط دوائر دماغية محددة في ظروف اصطناعية جدًا.
كما يشير الباحثون، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي قويًا، لكن "يجب أن نكون حذرين جدًا" عند مقارنته بالإدراك البشري.
باختصار، فقط لأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يبدو وكأنه يؤدي نفس المهمة، لا يعني أنه "يفكر" بنفس الطريقة.
أوجه التشابه والإلهام
على الرغم من الاختلافات، استُلهم الذكاء الاصطناعي من الدماغ البشري. تستعير الشبكات العصبية الاصطناعية فكرة الوحدات المعالجة المتصلة (العقد) وقوة الاتصالات القابلة للتعديل.
يحسن كل من الدماغ البيولوجي والشبكات العصبية الاصطناعية من أدائهما عن طريق ضبط هذه الاتصالات بناءً على الخبرة. في كلتا الحالتين، يغير التعلم توصيلات الشبكة لتحسين الأداء في المهام.
- الإلهام العصبي: تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي شبكات متعددة الطبقات تشبه دوائر الدماغ. تعالج المدخلات عبر طبقات من الخلايا العصبية الافتراضية والأوزان.
- تعلم الأنماط: مثل الدماغ الذي يتعلم من الخبرة، تتكيف الشبكات العصبية من خلال التعرض للبيانات. يستخرج كلا النظامين الميزات والارتباطات من المدخلات.
- أداء المهام: في بعض المجالات، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يضاهي أو يتفوق على القدرة البشرية. على سبيل المثال، تحقق مصنفات الصور المتقدمة أو نماذج اللغة مستويات دقة مماثلة للبشر. وجدت دراسة أن روبوتات المحادثة بالذكاء الاصطناعي أدت على الأقل بمستوى الشخص المتوسط في مهمة توليد أفكار إبداعية.
- القيود: مع ذلك، التشابه سطحي إلى حد كبير. يحتوي الدماغ على عدد أكبر بكثير من الخلايا العصبية ويستخدم قواعد تعلم غير معروفة؛ بينما تستخدم الشبكات العصبية الاصطناعية وحدات أبسط وخوارزميات صريحة.
علاوة على ذلك، يطبق البشر الحس السليم والأخلاق والسياق الغني. قد يتفوق الذكاء الاصطناعي على الإنسان في الشطرنج لكنه يفشل في فهم الفروق الاجتماعية أو الأخلاقية للقرار.
التداعيات: استخدام الذكاء الاصطناعي بحكمة
نظرًا لهذه الاختلافات، يجب أن نعتبر الذكاء الاصطناعي أداة، وليس بديلاً عن الإنسان. يمكن للذكاء الاصطناعي التعامل مع المهام التي تتطلب معالجة بيانات ضخمة أو مهام ضيقة (مثل فحص الصور الطبية أو تلخيص البيانات) بسرعة تفوق قدراتنا.
يجب أن يتولى البشر المهام التي تتطلب الحكم والسياق والتفكير الأخلاقي. كما يسأل الخبراء، يجب أن نعرف "لأي مهام وتحت أي ظروف يكون من الآمن ترك القرارات للذكاء الاصطناعي، ومتى يكون الحكم البشري ضروريًا".
- تكامل لا استبدال: استخدم الذكاء الاصطناعي لاستغلال نقاط قوته (السرعة، اكتشاف الأنماط، الاتساق)، واعتمد على البشر للفهم والإبداع والأخلاق.
- معرفة الحدود: يحتاج العاملون مع الذكاء الاصطناعي إلى نموذج ذهني واقعي عن كيفية "تفكيره". يسمي الباحثون هذا تطوير الوعي بالذكاء. عمليًا، يعني هذا التحقق النقدي من مخرجات الذكاء الاصطناعي وعدم الثقة المفرطة بها.
- التعليم والحذر: نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلد السلوك البشري، يحذر العديد من الخبراء من "أمية الذكاء الاصطناعي" – الاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي يفهم حقًا بينما لا يفعل. كما يقول أحد المعلقين، نماذج اللغة الكبيرة لن "تفهم" أو تشعر؛ إنها فقط تقلد. يجب أن نظل واعين بأن أي "ذكاء" ظاهر في الذكاء الاصطناعي يختلف عن العقل البشري.
>>> انقر لمعرفة المزيد: هل أحتاج إلى معرفة البرمجة لاستخدام الذكاء الاصطناعي؟
في الختام، الذكاء الاصطناعي لا يفكر مثل البشر. يفتقر إلى الوعي والمشاعر والفهم الحقيقي. بدلاً من ذلك، يستخدم الذكاء الاصطناعي الخوارزميات والبيانات الضخمة ليقارب السلوك الذكي في مجالات محددة.
تشبيه جيد هو أن الذكاء الاصطناعي يشبه متدربًا سريعًا وكفؤًا جدًا: يمكنه تعلم الأنماط وأداء المهام، لكنه لا يعرف لماذا أو ماذا يعني ذلك.
من خلال الجمع بين البصيرة البشرية وقوة الذكاء الاصطناعي، يمكننا تحقيق نتائج قوية – لكن يجب أن نتذكر دائمًا الفجوة الأساسية بين الحوسبة الآلية والتفكير البشري.